حازت مقاما لم يساويها فيه أحد
وعاصرت وقتا لم يشاركها فيه أحد , وسبقت بالأسلام بما لم يسبقها فيه أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
, متفرده فى سيرة النساء المسلمات و أم المؤمنين الآولى , والمؤمنه الأولى أيضا , إنها السيده خديجه بنت خويلد رضى الله عنها , صاحبة النسب والأصل والشرف , والمتشرفه برسول الله صلى الله عليه وسلم , تفردها لآنها كانت زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم , عند مبدأ الوحى من السماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وكانت أول من لاقته بعد الوحى
وسجلت لها كتب السيره النبويه مشاهد الزوجه العاقله الواعيه الوقوره المعينه , فمنحت رسول الله صلى الله عليه وسلم مايستوجبه الوفاء والأصل , وأسلمت فكانت أول المسلمين عموما , وكانت دوما عونا على تجهم القوم وإنكارهم ونعرة الكفر وغلو الكافرين فى القول والفعل , فكانت تلاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ,بما يخفف عنه وتعينه ما أستطاعت العون وبكل المتاح لديها
وعندما فرضت الصلاه فى أولها ركعتين ركعتين , ونزل جبريل بأمر الله سبحانه وتعالى , على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه كيف الوضوء , وكيف الصلاه , فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم السيده خديجه رضى الله عنها الوضوء والصلاه , وصلى بها كما صلى به جبريل عليه السلام , فكانت أول من توضأت وصلت, رضى الله عنها
وأكرمها الله بأن تكون أم أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم جميعا إلا إبراهيم فكان من ماريه رضى الله عنها , فكان أبناء وبنات الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجه هم القاسم , والطاهر , والطيب , وزينب , ورقيه , وأم كلثوم ,وفاطمه
فكانت نسيبه شريفه فى حياتها كلها , فسيرتها قبل الإسلام أنها من ذوات الشرف والمال والهيبه والتجاره , وزادها الله شرفا بأن تزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجمعت الشرف والأصل والنسب الشريف , وكانت المثال المكتمل للزوجه والأم المسلمه , وكيف يجب أن يكون للزوجه عقلا راجحا يعين ,والزوج به يستعين , وكيف الزوجه الصالحه تمنح زوجها الثبات والعون ما أستطاعت
من يتأمل سيرة السيده خديجه بنت خويلد رضى الله عنها , من المسلمين عموما ومن المسلمات خصوصا يتعلم الفضيله كيف تكون وكيف الزوجه المسلمه بأصالة الإيمان بعيدا عن ما نراه الآن من خلط وتخليط , حول المرأه المسلمه , فهذه السيره مثال واضح أن النساء المسلمات لديهن كل العقل والتوازن والدور المؤثر , وما ضاعت هذه المعانى وتشوشت إلا لمن غابت عنه القدوه الصواب , فأقتدى بغيرنا فلم يصبح لا مع هؤلاء ولا هؤلاء
سيرة السيده خديجه رضى الله عنها طويله ممتده مشرقه عامره لا يوجزها إيجاز , ولكن الذكرى تنفع المؤمنين
وظل الرسول صلى الله عليه وسلم يذكرها بخير الأوصاف ويمنحها القول الكريم فى كل مقام , وهناك مواقف كثيره سجلتها السيره النبويه العطره لمقام السيده خديجه أول المسلمات وأول المصليات وأول أمهات المؤمنين رضى الله عنها وعنهم جميعا .
نأمل أن تكون الكلمات , صائبه أو مقاربه للصواب بإذن الله ,
فهو إجتهاد نستعين بتصويبكم له على مقاربة الصواب إن شاء الله
وبارك الله لآختنا الموقره كوكب لهذه الزاويه النافعه , وجهدها المرموق معلوم ودوما فيه الخير إن شاء الله
////////