اختطاف جوني ويفرلي , الطفل الانكليزي ذو الثلاث سنوات والمنحدر من اعرق عائلات انكلترا , خلفية بسيطة عرفها المتحري الانكليزي الذكي هيركيول بوارو من خلال متابعته للصحف المحلية قبيل التقائه بوالدي هذا الطفل السيدان ويفرلي اللذان اختارا اللجوء إلى السيد بوارو بعد يأسهما من محاولات الشرطة الفاشلة في العثور على ابنهما . اخذ السيد ويفرلي ذو الطبيعة الريفية بجثته الضخمة وبشرته المائلة إلى الحمرة بشرح تفاصيل الحادثة للسيد بوارو الجالس قبالته بشخصيته الواثقة وهيئته المرتبة ونظرته الثاقبة وذلك ليعرفها عن تمكن وبصيرة . أوضح والد الطفل أن تفاصيل الحادثة قد بدأت قبل عشرة أيام خلت حينما تلقى رسالة من مجهول يطالبهم فيها بدفع خمسة وعشرين ألف جنيه وإلا سيختطف الطفل, ولكن والد الطفل لم يكترث للرسالة حتى أتته رسالة أخرى بعد يومين وفي محتواها تهديد وعيد, وهنا جاء دور الأم التي خافت على ابنها و ألحّت على زوجها بعرض القضية إلى شرطة سكوتلانديارد - وهي القرية الريفية التي يقطنون بها- ولكن الشرطة قد قابلت القضية على أنها دعابة من احد ما وانه ما من شخص سيتجرأ على فعل مثل هذا الأمر في انكلترا . وبعد يوم واحد من عرض القضية على الشرطة , وصلت رسالة أخرى تحدد الساعة التي سيخطف فيها الطفل في حالة عدم تسليم المبلغ وهي الساعة الثانية عشر ظهر اليوم التالي , وأن المبلغ سيضاعف إلى خمسين ألف جنيه في حالة الرغبة في استرجاع الطفل , هنا أخذت الشرطة هذه القضية على محمل من الجد و أحاطت بالمنزل حتى تحرسه طوال تلك الليلة قبيل الموعد المرتقب لخطف الطفل .مضت تلك الليلة على خير ما يرام ولكن في اليوم الثاني أحست السيدة الثرية ويفرلي بشيء من التعب بعد تناولها الفطور الذي قدمه إليها أحد الخدم , فاصطحبها زوجها إلى المشفى وهناك تبين أنها مصابه بتسمم بسيط ستشفى منه قريبا , ولكن حين عودتهما الى المنزل وجدا رسالة تذكير لهما بالساعة التي سيتم فيها الخطف , وهنا استتب الرعب في أوصالهما وخصوصا السيدة ويفرلي التي كانت بين نارين , أما الأولى فهي الخطر الذي يحدق بابنها , وأما الأخرى , فهي خشيتها على ثروتها الطائلة من الضياع ,حيث أنها أثرى من زوجها وهي صاحبة الثروة والأملاك التي بين يديهما و التي ورثتها عن أجدادها الأثرياء. أكمل السيد ويفرلي حديثه موضحا للسيد بوارو بأنه قد فقد صوابه أيّان قراءته لمحتوى تلك الرسالة فقام بجمع الخدم إذ انه شك بهم وبعد سلسلة من الاتهامات التي وجهها إليهم , قام بطردهم جميعا دون استثناء من منزله , حتى مربية الطفل الخاصة!وقد أوضح للسيد بوارو انه بعد أن قام بطرد هذه المجموعة , لن يتبقى لديه بالمنزل سوي أناس يثق بهم تمام الثقة وهم "الآنسة كولينز" سكرتيرة زوجته , و"السيد تريدول" كبير الخدم الذي رافقه منذ أن كان صغيرا .ثم أردف والد الطفل حديثه مبينا زمن وصول مفتش الشرطة في يوم الاختطاف وانه كان قبل وقوع الحادثة بساعة ونصف وانه قد اخذ الحيطة والحذر كما انه كان على أتم الاستعداد لحماية الطفل , وقد أكد السيد ويفرلي انه ابقى الطفل معه هو والمفتش بعد إغلاقهما الباب على نفسيهما في أحد الغرف . و جاء الوقت المرتقب حينما دقت الساعة معلنة الثانية عشر ظهرا , فجأة سمعوا جميعا صوت ضجيج بالخارج ,حينها فتح المفتش نافذة الغرفة ليتبين له انه قد تم الإمساك بهذا المجرم من قبل الشرطة . ولكن كانت الفاجعة حينما تفاجؤا برسالة يحملها المجرم مفادها أنكم لم تقوموا بدفع المبلغ المطلوب و قد أصبح الآن ابنكم بين أيدينا ! وبالفعل لم يجد احد الطفل إذ أن الجميع قد هبوا لرؤية المجرم الذي تم الإمساك به ولم يعر أحدا أي اهتمام للطفل الصغير , وتبين بأن حامل تلك الرسالة كان شخصا فقيرا مأجورا ليس إلا . كما أن هناك شخص مجهول قام بتأخير الساعة في منزل ويفرلي بعشر دقائق حيث أصبح وقت الإمساك بالشخص في الثانية عشر إلا عشر دقائق ولحظة اختطاف الطفل في الثانية عشر تماما .وهنا أنهى السيد ويفرلي شرحه تفاصيل الحادثة للسيد بوارو بعد سرده لجملة من التعليقات على محاولات الشرطة الفاشلة في العثور على الصبي وقد بدا القلق واضحا على ملامح وجهه , أما بوارو فقد كان متشوقا للشروع في البحث عن الطفل وكشف ملابسات هذه الحادثة .تحدث بوارو مرة أخرى إلى السيد ويفرلي ليسأله عن تحقيقات الشرطة مع حامل الرسالة الأخيرة , فأجاب السيد ويفرلي بأن هذا الشخص قد أكد أن احدهم أعطاه الرسالة مقابل مبلغ من المال وان هذا الشخص يشبه "تريدول" كبير الخدم الذي يثق به السيد ويفرلي تمام الثقة , وهنا أبدى السيد ويفرلى امتعاضه الشديد من حامل الرسالة ووصفه بالكاذب ولكن زوجته بينت أنها لا تثق كثيرا بكبير الخدم هذا .اخذ بوارو في سؤالهما عن تريدول وحالته الاجتماعية والمادية , كما حقق بوارو في الطريقة التي دخل فيها الخاطف إلى المنزل ليقوم بأخذ الطفل , وسأل ما إذا كانت هناك غرفة سرية في المنزل , فأجاب والد الطفل أن هناك فعلا غرفة سرية ولا يعلم بها احد مطلقا سواه وزوجته حتى أن الخدم لا يعرفون عنها شيئا إطلاقا . قرر بوارو بعد استماعه إلى مجريات الحادثة وسؤاله عدة أسئلة أن يذهب إلى منزل عائلة ويفرلي ليرى عن كثب الأماكن التي وقعت بها ملابسات الحادثة . ولكن قبل انصراف الأبوين من عنده , قام بوارو بأخذ عنوان مربية الطفل التي قام السيد ويفرلي بطردها مع جملة الخدم المطرودين من المنزل.بعد وقت قصير ذهب المتحري هيركيول بوارو برفقة صديقه المحقق "هيستنغز" إلى منزل الآنسة الشابة "جيسي ويذرز" مربية الطفل التي تبين من حديث بوارو معها أنها ساخطة جدا على الطريقة التي تم طردها بها . انصرف المحققان بعد أن سألاها عدة أسئلة ثم توجها مباشرة إلى منزل عائلة ويفرلي وهما على ثقة تامة بأنه لا علاقة لمربية الطفل بخطفه .في منزل عائلة ويفرلي قام بوارو برؤية كل مكان متعلق بالجريمة , إضافة إلى انه قام برؤية الغرفة السرية التي أثارت انتباهه إذ أنها نظيفة تماما باستثناء وجود آثار لإقدام كلب صغير غير واضحة تماما عند احد زوايا الغرفة التي لم يتم كنسها جيدا , هنا تمتم بوارو في نفسه بأنه كشف ملابسات القضية ولكنه بحاجة ماسة إلى الدليل القاطع والى استجواب البقية. بدأ بوارو باستجواب الآنسة الشابة كولينز وسألها بدقة عن الخدم ثم سألها عن تريدول كبير الخدم الذي صرحت بأنها لا ترتاح إليه مطلقا , ثم سألها عن طعام الآنسة ويفرلي الذي سبب لها تسمم المعدة فأعلنت الآنسة كولينز بأنها قد تناولت من نفس الأكل ولكنها لم تصب بشيء مطلقا , وفي الختام سألها عن ما إذا كان هناك كلب للتربية في هذا المنزل فأجابته بأن هناك كلبان للصيد في مأوى خارج المنزل.ثم توجه بوارو بأسئلته إلى كبير الخدم ( تريدول ) الذي كان على قدر كبير من الثقة بالنفس , والذي اعترف بأنه يعرف عن سر الغرفة السرية .هنا بدأ بوارو بنسج الخيوط التي جمعها من خلال الأدلة والحقائق المتوفرة لديه ,وهي :· التحذير المسبق لعائلة ويفرلي دون الشروع في الاختطاف.· تحديد وقت الاختطاف.· الآثار الصغيرة للكلب .· نظافة القبو الغير كاملة .· التسميم الغامض للسيدة ويفرلي.· تأخير الساعة بعشر دقائق.· تصريح حامل الرسالة الأخيرة أن الذي أعطاه الرسالة يشبه تريدول كثيرا. وكل هذه الحقائق أوضحت لبوارو أن هناك تمثيلية معتمدة قد أقيمت على مسرح الجريمة وان أكثر من طرف مشترك فيها .كانت استنتاجات بوارو تقوده إلى السيد ويفرلي (والد الطفل ) , حيث انه هو الذي ابعد الخدم ليتصرف براحته, وهو الوحيد القادر على تسميم طبق زوجته , كما أنه هو القادر على اللعب بعقارب الساعة في منزل و هو من كان يتلقى رسائل المجرم, والأهم من هذا كله هو أنه ليس الثري في عائلته إذ أن الثراء كله لزوجته الحريصة دوما على مالها .أما ابنه , فإنه لم يبعده بسرعة عن المنزل , بل أخفاه في الغرفة السرية لفترة ,لذلك كانت الغرفة نظيفة ,أما عن الآثار الموجودة في زوايا الغرفة فهي آثار دمية كلب وضعها السيد ويفرلي لابنه لكي لا يصدر ضجيج بكاء فيدل أمه على مكانه ريثما يبعده من المنزل .أما الخادم تريدول فهو فعلا من قام بإعطاء الرسالة للرجل الفقير وهو من قام بكنس الغرفة السرية .وبعد فترة من الزمن دخل السيد ويفرلي على المحقق هيركيول بوارو ليسأله عما توصل إليه من خلال استنتاجاته , ففاجأه العبقري بوارو باستنتاجه الفذ الذي قد لا يفكر فيه احد إطلاقا , هنا دفن السيد ويفرلي وجهه بين يديه إذ انه لم يتوقع أبدا أن يكشفه بوارو الذي بدوره أعطاه أربع وعشرون ساعة لكي يعيد الطفل دون فضيحة وإلا سيضطر لمواجهة زوجته مبررا لها أسباب فعلته . تمت