إسراء مديرة المنتدي
تاريخ التسجيل : 13/07/2008 عدد الرسائل : 960 السٌّمعَة : 5 نقاط : 1846 المهنة : الهواية : مزاجك اليوم : ماذا اتفعلين : دعاء : أعلام الدول : انثى
| موضوع: حوار مع العالم الدكتور طارق سويدان حوار شيق جدا جدا الأحد سبتمبر 20, 2009 9:58 pm | |
| على الرغم من أن مؤهلاتك العلمية بعيدة تماماً عن مهنة الداعية الإسلامية أصبحت ولله الحمد من أحب وأشهر داعية في العالم الإسلامي هل خططت للوصول إلى ماأنت عليه عليه الآن وأنت طالب ؟
أنا خططت لأن أكون واحداً من الذيم يخدمون هذه الأمة وأحمد الله سبحانه وتعالى الذي استخدمني في الخير وقد خططت لأمتلك المهارات اللازمة لبناء الشخصية التي تملك مؤهلات العطاء ولها القدرة على العمل من خلال منهج فكري وعلمي واضح , ورغم أن تخصصي العلمي ليس له علاقة في مجال اهتمامي الحالي , لكنه ساعدني كثيراً في بناء المنهج العلمي للتعاطي مع مختلف الأمور بشئ من العلمية , ولكنني أعترف أنني لو استقبلت من أمري مااستدبرت لكان قراري مختلفاً في موضوع دراساتي العليا وأنصح الجمعي بأن يتخصصوا في الميدان الذي لهم ميول فيه من جهة ولهم القدرة من جهة آخرى على النجاح والإبداع فيه
حدثنا عن خبراتك وإنجازاتك العلمية والدينية ؟ أرجو مراجعة السيرة الذاتية من خلال موقعي : http://www.suwaidan.com/
مارأيك في المرأة , وهل لعب دوراً في حياتك ؟ بداية من السيدة الوالدة إلى الزوجة . ( دور زوجتك وأهمية المرأة في حياة الرجل )
المرأة هي الطرف الأهم في معادلة التغيير الحضاري , وربما هذه الحقيقة قد يستغربها البعض , ولكن بشئ من النظر ندرك هذه الحقيقة , فهي صانعة الأجيال رغم أن مسؤولية التربية على عاتق الرجل والمرأة وللنم للأسف بسبب إهمال الرجال لهذه المسؤولية أصبحت التربية صناعة المرآة , فإذا ماشاب هذه الصناعة خلل أو تراجع وجدنا ذلك في الجيل بشكل واضح . وعلينا ملاحظة أن أعداءنا في معركة الهوية يركزون كثيراً على المرأة في محاولة لجعلها نسخة من المرأة الغربية , لتنسلخ من هويتها وروحها ليحولوها إلى مجرد دمية جميلة خاوية . وأنا لا شك أدين بالكثير لوالدتي الكريمة حيث نشأت يتيماً كما أدين لزوجتي التي قدمت مسيرة طويلة من التضحيات لاحقق جزءاً كبيراً من أهدافي في هذه الحياة , وأنا أعتقد أن المرأة في السيرة النبوية قد نالت حقوقاً أكثر مما تناله الآن وأنصح بالرجوع إلى كتاب " المرأة في عصر الرسالة "
مارأيك في ظهور بما يسمونه " حجاب بو تفخة " مع الماكياج الصارخ ونتف الحواجب وأيضاً الملابس الضيقة ؟ هل هذه عاداتنا وهل يعتبر حجاب ؟ ماهو تعليقك ؟
هنا لا بد من العودة إلى المقصد الاساسي من الحجاب وهو واضح في قوله تعالى " أن يعرفن فلا يؤذين " فلا تعرض نفسها لنظرات الرجال وطمعهم فيها فإذا سقط مقصد الحجاب وتحول إلى ديكور يزيد من الفتنة فقد تجاوز المعنى الشرعي ولم يحققه , ولذلك وضع العلماء شروط الحجاب حتى لا يتعرض للتحريف والخروج عن أهدافه المرجوة , من هذه الشروط إن لا يصف ولا شف ولا يكشف ماحرم الله , ولا يكون لباس زينة يشد الانتباه , وكل ماذكرتم في السؤال يسقط اكثر من شرط في الحجاب , وللأسف فأحياناً تكون غير المحجبة أكثر حشمة من المحجبة , لأن بعض الناس يعتقدون أن الحجاب هو قطعة القماش التي توضع على الرأس بينما هو لباس شرعي يعكس سلوكاً أخلاقياً راقياً .
وتعليقك على موضة الشباب بالشعر بما يسمونه " السبايكي " أو تسريحة " الديج " بالإضافة إلى الملابس التي عليها عبارات تتنافى في ديننا وأخلاقناً وأيضاً طريقة البنطلونات التي تظهر الملابس الداخلية بما يسمونه " البوكسر " ؟
المشكلة مشكلة ثقافة وقدوات فالفراغ النفسي الذي يعيشة كثير من الشباب وعدم وجود قضايا جادة في حياتهم جرتهم إلى التقليد الأعمى وربما بعضهم لو كبر بعد ذلك وشاهد صوره وهو في هذه المرحلة العمري لاستسخف ماكان يقوم به وأنا أعتقد للأسف أو أولياء الأمور يركزون كثيراً على توفير لقمة العيس لابنائهم بينما لم يقوموا بواجب التوجيه والإرشاد لأبنائهم فتركوهم لأصدقاء السوء وفضائيا الرداءة تربيهم وتضع لهم الهوية والقدوات
مالصفات التي يجب توافرها في شبابنا وبناتنا في العالم الاسلامي وخصوصاً في زمن كثرت فيه الفتن ؟
نحن أمة تسعى للنهوض وتحتاج إلى كل جهد جاد ولن تجد مثل هذه الجهود إلا في الشباب الذي هو عمار التغيير للأفضل فينمون ملكاتهم ويسعون في التحصيل العلمي الجاد , ويهتمون بالقضايا العامة ويشاركون في الأعمال التطوعية ويترفعون عن سفاسف الأمور وسيجدون الحياة أجمل وأحلى وتزداد معانيها قمية وجمالاً
ونرى الكثير من الناس يقرؤون القرآن ويصلون ولكن معاملتهم مع من حولهم للأسف لا تمت للإسلام بصلة , أي يفرقون بين عباداتهم التي بينهم وبين الله تعالى وبين الله معاملتهم مع الناس . ماتعليقك ؟
هناك انفصام في الشخصية لدى بعض مدعي التدين المزيف فهم متدينون مادام الالتزام لا يتصادم مع مصالحهم ولكنهم عند تعاملهم مع الناس ينسون التزامهم مقابل تلك المصالح وهذا هو انفصام الشخصية المرفوض لا ويعول على هؤلاء أي تغيير إيجابي في المجتمع لسبب بسيط أن فاقد الشي لا يعطيه فمن يريد أن يغير المجتمع نحو الأفضل عليه ان يمتلك فضائل كبيرة كالصبر والتضحية وتحمل الناس وكم رأينا من ملتحين لا يحترمون قانون المرور مثلاً أو يتعاملون بعنصرية وعنجهية مع غير أهل بلدهم فهل هذا هو السلوك الذي نريد أن نزرعه في الناس ؟ وكم من مدعي تدين لا يكاد السواك يسقط من أيديهم وعندما يأتون لحقوق من يعمل لديهم من السهولة أن ينكروا حقوقهم والرسول صلي الله عليه وسلم يحذر من المظاهر الخالية من المقاصد الشرعية فيقول : " رب صائم ليس له من صيامهم إلا الجوع والعطش "لأنه لم يفهم مقصد الصيام وهو بلوغ التقوى
د. طارق , كثيراً مانجد بيت به أب وأم وأبناء وبنات ولكن إذا دخلت بينهم تجد أن كل منهم يعمل على شاكلته , لا علاقة لكل منهم بالأخر , وخصوصاً الأب الذي يعتبر راع مسئول عن رعيته , ولا تجد سعادة بينهم , ماتعليقك وما حكم الدين ؟
مثل هذا البيت يكاد يتكرر في بيوت كثيرة لأننا كما ذكرنا في السابق , كل هم الوالدين أن يوفروا لقمة الطعام أي الاهتمام بالجسد مع إهمال شديد للاهتمام بالعقل والروح فلدينا الكثير ممن يربون عجول لا عقول ! توفير لقمة العيش الكريمة مطلوب ومهم ولكن من أجل هدف أسمى وهو تكوين أسرة مسلمة لها أولوياتها الواضحة في الحياة التي نتجاوز مجرد الأكل والشرب والمنزل والعمل . فالتربية تختلف عن الرعاية , حيث الرعاية هي الاهتمام بالجسد والمظهر والدراسة بينما التربية هي التركيز على الفكر والقناعات والمهارات والاهتمامات والعلاقات والقدوات الصحيحة
هل تعتقد أن المناهج التربوية الإسلامية تكفي لإعداد الأبناء أم هي تحتاج إلى تكثيف خصوصاً في المدارس بجانب تربية البيت ؟
مناهجنا التعليمية وليس فقط التربية الإسلامية , تحتاج إلى إعادة نظر كاملة , بل تحتاج إلى ثورة كبيرة في المنهج التعليمي بحيث نجعل الهدف من المنهج بناء شخصية الطالب وتعليمه فنون التعلم والبحث العلمي وتأهيله لمواجهة الحياة والمشاركة فيها بشكل صحيح بدلاً من حشو ذهنه بمعلومات مجردة يستطيع أن يجدها بضغطة زر على النت , وهذه المشكلة ظاهرة في كل المناهج وبالذات في مناهج التربية الاسلامية
قرأت ايميل ربما الكل يعرفه بأن محطة من المحطات الفضائية قامت بمنع عرض دعاية إسلامية تحث على عبادة معينة بحجة أن الجميع تأثر بها , ولكن في الحقيقة عندنا نأتي إلى الدعايات التافهة التي لا تهدف ربها عري وفتن لا يقومون بحذفها حتى في قنواتنا العربية , ماتعليقك ؟
في النهاية لا يصح إلا الصحيح قد تمر بعض الفضائيات بفترة مراهقة ولكن الصالح هو الذي يبقى , ومن الخطورة أن يتحول الإعلام من رسالة إلى تجارة ويتحول المشاهد من إنسان إلى زبون والبرنامج من وسيلة سامية إلى سلعة .
سؤال يردد كثيراً , هناك الكثير يلتزمون في شهر رمضان من ناحية الأخلاق والعبادات , ويذهب هذا الالتزام مع ذهاب الشهر الفضيل مارأيك ؟ هل الالتزام فقط في رمضان ؟ وماهو معنى الالتزام هل يكون في العبادات فقط أم في التعامل مع الاخرين وصلة الأرحام ؟
رمضان ليس تقليد اجتماعي أو عادة سنوية تتكرر , بل رسالة هدفها إعادة الإنسان إلى طريق الله عندما ينحرف وينسى فيعيد رمضان تذكيره بحقيقة وجوده في الحياة , فالمطلوب في النهاية أن نكون ربانيون لا رمضانيون , والمعادلة التي أطرحها أن يحاول الإنسان إن يكون بعد رمضان أفضل منه بالمقارنة مع ما قبل رمضان
مسك الكلام , نصيحة لشبابنا وبناتنا في جامعة الخليج وعامة ؟
أنصح شبابنا أولاً بالجدية في أمورهم , والبعد عن توافه الأمور , وأن يكونوا أنفسهم تكونياً صحيحاً ويسلحوا أنفسهم بالقدرات الإدارية والقيادية التي تعينهم في الحياة , وأن يستغلوا أوقاتهم بشكل صحيح فكلما كبر الانسان زادت مسئولياته وقلت أوقاته وليس العكس , وعليكم أيضاً بكثرة الاطلاع والقراءة , وأن يكونوا عنصر بناء لا هدم في مجتمعهم . وأهم النصائح أن يحددوا هدفهم في الحياة ويضعوا خطة للوصول إليه من أجل خدمة الأمة والنهضة بها
إعداد وحوار : وسام مطر | |
|